المواضيع الأخيرة
بحـث
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 30 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 30 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 400 بتاريخ الثلاثاء يونيو 19, 2012 6:41 am
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عبدالحى الضو | ||||
Admin | ||||
قاسم ابراهيم | ||||
ود الدقناوي | ||||
حسب الرسول مبارك | ||||
فقدابى | ||||
Boka | ||||
huzyfa | ||||
مصعب معطى | ||||
النحلة |
بير ود السوق (3)
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بير ود السوق (3)
كانت أيام العام الدراسي تسير ببطء عجيب وقد افتقد احمد كثيراً أغنامه وحماره وتلك الشجرة التي كان يستظل بظلها من شمس الشتاء هنالك مكان للعب واللهو والفوضى القديمة 00ليست هناك خلاء ولا زراعة ولم يعد يستمتع بالسباحة في النيل بعد اصطياد ( القُمري) و العصافير البلدية بأسمائها وأنواعها وألوانها المختلفة (ودابرك) و(خالّة) وغيرها00وكان كباقي التلاميذ في حالة حذر دائم في الطريق وفى المنزل وفى كل مكان خوفاً من لقاء احد الأساتذة لكن كل هذا يهون في سبيل لقاء (بدرية) ولو للحظات
يتذكر كثيراً تلك العزلة التي قضاها بعد تركه للدراسة 0وكيف عانى ما عانى من الوحدة والنظرات القاسية التي يحدجه به التلاميذ والأساتذة معاً 00كانو يتعمدون إشعاره بأنه جبان وانه قد ترك المدرسة هرباً و خوفاً من الجلد
وكان عليه ألان أن يثبت العكس للجميع بما فيه الأساتذة المتجرين انه لا يخشى بطشهم ولا بأسهم وهو يتحدى الضرب والألفة والتلاميذ والكل0
وقد لاحظت الأستاذة (سهير) نزعة التحدي تلك التي أصابت احمد والعدوانية التي بدأت تسيطر على تعامله في المدرسة خاصة بعد ضربه لأحد زملائه مسبباً له جرح كبير في رأسه0
ولم تفلح جهودها في تغيير هذا السلوك الذي بداء يزداد يوما بعد يوم0
لم يستطع احمد مقاومة شعوره بالوحشة والغربة داخل المدرسة وإحساسه الغريب تجاه زملاؤه ومعلميه فأستسلم لوحدته وعدوانيته ونزعة الشر الموجودة بداخله0 ورغماً عن نحالة جسمه وضآلته فقد كأن الجميع يخشون بأسه 0
***
لم يستطع احمد (المذاكرة) على ضوء الفانوس الضعيف الذي يلهم النفس شعوراً بشي من الاسترخاء الكئيب فراح يتأمل في صمت الليل وصوت شخير والده يمتزج مع صوت الوابور المياه القادم من طرف النهر لضخ المياه إلى المزا رع وبعض الجنادب والحشرات التي اجتمعت حول الفانوس الكيروسين أو(الجاز) الصغير بينما يطل شعاع في الأفق تظهره ذرات الغبار العالقة في الفضاء ربما هو ضوء سيارة قادمة من بعيد أو ضوء (الرتينة) التي لا توقد إلا في المسجد أو المناسبات من أفراح وأتراح0
كانت (بدرية) تشغل أفكاره ويهرب طيفها متسللاً إلي الكتاب المدرسي القديم ليرمى به (احمد) جانباً تاركا خياله يطارد طيفها الغلاب ‘ يتذكر يداها الناعمتان وشفتيها الحمراوان وخديها الناعمتان يتذكر مشيتها وزيها المدرسي وحتى تلك (الشدة) التي تنتعلها كان يتنقل بأفكاره لكل الأزمان والتواريخ يتذكر ويتخيل ثم يحلم باليوم الذي يستطيع فيه أن يقف معها في الطريق ويتحدث معها بجراءة وحرية دون خوف أو هاجس يطارده ‘ آه لو أنه يكبر الآن ليحقق تلك الاحلام فقد كأن 0يدرك انه لا سبيل لتحقيق هذه الاحلام إلا أن يكبر او يصبح شاباً؛كم تمنى ان تسرع الأيام ولأعوام ليصبح شاباً لم يدرى لماذا يراوده إحساس دائم بأن كل شيء سيتغير لو كان عمره اكبر بقليل 000
ينتفض احمد وهو يسمع سعال والده الذي يخرجه من سيل أفكاره فيعود ليحمل الكتاب وبيداء من الصفحة الأولى مرة أخرى0
يرتفع صوت المذياع في الصباح وتداخل أكثر من موجه إذاعية (صوت العرب إذاعة لندن وأخيرا امدرمان )ويجلس حوله مجموعة من الرجال أمام (دكان) حاج الصديق في صمت يستمعون إلى الأخبار بينما يدخل حاج الصديق ليبيع بعضاً من البصل والزيت للحاجة( بخيتة) التي تحمل (قفتها) وبعض البرسيم وتقف بزاوية لا تسمح للرجال المتواجدون برؤيتها وتتكلم مع حاج الصديق بأدب جم محاولة قدر الإمكان خفض صوتها ؛ بينما ينادى طفل صغير مقاطعاً ببراءة : (حاج الصديق قات ليك أمي ادينى حِنة وريحة سّروتية)0
يرتفع من خارج (الدكان) صوت على ود البشير لاعناً الحكومة والبلد فى تعليق ساخن ربما لخبر سياسي سمعه من الراديو بينما ينهمك (عباس) الحّذاء فى إصلاح الأحذية يتدخل مهدئاً (على) بتمتمته المعهودة ليضحك بقية المجموعة
من كلماته المتقطعة الغير مفهومة0
كانت رائحة الورق المحروق تعم أرجاء المدرسة حيث يحرق التلاميذ الأوراق القديمة بهدف التدفئة ويلتفون حولها فى حلقات كانت هذه الرائحة تذكر احمد برأئحة(البخرة) فى اول زيارة له للشيخ حينما اصرت والدته على ذلك 00 مازال يتذكر كيف ادخله الرجال الاقواياء داخل ذلك (المشمع ) البلستيكى حسب تعليمات الشيخ ثم ادخلو معه المبخر والبخرات وقاموا بشد المشمع عليه حتى انه كاد ان يختنق ويموت لولا صراخه بأسم المرأة التى (سحرته) لقد كان ذلك يوما عصيبا بالفعل 00 اخرجه من تلك الذكريات صوت جرس الفسحة00فاندفع خارج الفصل كالمجنون آملا ان يقابل
(بدرية)
تم
نواصل
تعليق
((هذه الرواية خياليه مأخوذة من واقع (بشاقراوى) سابق أتمنى أن تنال إعجابكم وان وأرجو أن لا تبخلوا بتعليقاتكم وآرائكم ولكم جزيل الشكر
الفاتح
يتذكر كثيراً تلك العزلة التي قضاها بعد تركه للدراسة 0وكيف عانى ما عانى من الوحدة والنظرات القاسية التي يحدجه به التلاميذ والأساتذة معاً 00كانو يتعمدون إشعاره بأنه جبان وانه قد ترك المدرسة هرباً و خوفاً من الجلد
وكان عليه ألان أن يثبت العكس للجميع بما فيه الأساتذة المتجرين انه لا يخشى بطشهم ولا بأسهم وهو يتحدى الضرب والألفة والتلاميذ والكل0
وقد لاحظت الأستاذة (سهير) نزعة التحدي تلك التي أصابت احمد والعدوانية التي بدأت تسيطر على تعامله في المدرسة خاصة بعد ضربه لأحد زملائه مسبباً له جرح كبير في رأسه0
ولم تفلح جهودها في تغيير هذا السلوك الذي بداء يزداد يوما بعد يوم0
لم يستطع احمد مقاومة شعوره بالوحشة والغربة داخل المدرسة وإحساسه الغريب تجاه زملاؤه ومعلميه فأستسلم لوحدته وعدوانيته ونزعة الشر الموجودة بداخله0 ورغماً عن نحالة جسمه وضآلته فقد كأن الجميع يخشون بأسه 0
***
لم يستطع احمد (المذاكرة) على ضوء الفانوس الضعيف الذي يلهم النفس شعوراً بشي من الاسترخاء الكئيب فراح يتأمل في صمت الليل وصوت شخير والده يمتزج مع صوت الوابور المياه القادم من طرف النهر لضخ المياه إلى المزا رع وبعض الجنادب والحشرات التي اجتمعت حول الفانوس الكيروسين أو(الجاز) الصغير بينما يطل شعاع في الأفق تظهره ذرات الغبار العالقة في الفضاء ربما هو ضوء سيارة قادمة من بعيد أو ضوء (الرتينة) التي لا توقد إلا في المسجد أو المناسبات من أفراح وأتراح0
كانت (بدرية) تشغل أفكاره ويهرب طيفها متسللاً إلي الكتاب المدرسي القديم ليرمى به (احمد) جانباً تاركا خياله يطارد طيفها الغلاب ‘ يتذكر يداها الناعمتان وشفتيها الحمراوان وخديها الناعمتان يتذكر مشيتها وزيها المدرسي وحتى تلك (الشدة) التي تنتعلها كان يتنقل بأفكاره لكل الأزمان والتواريخ يتذكر ويتخيل ثم يحلم باليوم الذي يستطيع فيه أن يقف معها في الطريق ويتحدث معها بجراءة وحرية دون خوف أو هاجس يطارده ‘ آه لو أنه يكبر الآن ليحقق تلك الاحلام فقد كأن 0يدرك انه لا سبيل لتحقيق هذه الاحلام إلا أن يكبر او يصبح شاباً؛كم تمنى ان تسرع الأيام ولأعوام ليصبح شاباً لم يدرى لماذا يراوده إحساس دائم بأن كل شيء سيتغير لو كان عمره اكبر بقليل 000
ينتفض احمد وهو يسمع سعال والده الذي يخرجه من سيل أفكاره فيعود ليحمل الكتاب وبيداء من الصفحة الأولى مرة أخرى0
يرتفع صوت المذياع في الصباح وتداخل أكثر من موجه إذاعية (صوت العرب إذاعة لندن وأخيرا امدرمان )ويجلس حوله مجموعة من الرجال أمام (دكان) حاج الصديق في صمت يستمعون إلى الأخبار بينما يدخل حاج الصديق ليبيع بعضاً من البصل والزيت للحاجة( بخيتة) التي تحمل (قفتها) وبعض البرسيم وتقف بزاوية لا تسمح للرجال المتواجدون برؤيتها وتتكلم مع حاج الصديق بأدب جم محاولة قدر الإمكان خفض صوتها ؛ بينما ينادى طفل صغير مقاطعاً ببراءة : (حاج الصديق قات ليك أمي ادينى حِنة وريحة سّروتية)0
يرتفع من خارج (الدكان) صوت على ود البشير لاعناً الحكومة والبلد فى تعليق ساخن ربما لخبر سياسي سمعه من الراديو بينما ينهمك (عباس) الحّذاء فى إصلاح الأحذية يتدخل مهدئاً (على) بتمتمته المعهودة ليضحك بقية المجموعة
من كلماته المتقطعة الغير مفهومة0
كانت رائحة الورق المحروق تعم أرجاء المدرسة حيث يحرق التلاميذ الأوراق القديمة بهدف التدفئة ويلتفون حولها فى حلقات كانت هذه الرائحة تذكر احمد برأئحة(البخرة) فى اول زيارة له للشيخ حينما اصرت والدته على ذلك 00 مازال يتذكر كيف ادخله الرجال الاقواياء داخل ذلك (المشمع ) البلستيكى حسب تعليمات الشيخ ثم ادخلو معه المبخر والبخرات وقاموا بشد المشمع عليه حتى انه كاد ان يختنق ويموت لولا صراخه بأسم المرأة التى (سحرته) لقد كان ذلك يوما عصيبا بالفعل 00 اخرجه من تلك الذكريات صوت جرس الفسحة00فاندفع خارج الفصل كالمجنون آملا ان يقابل
(بدرية)
تم
نواصل
تعليق
((هذه الرواية خياليه مأخوذة من واقع (بشاقراوى) سابق أتمنى أن تنال إعجابكم وان وأرجو أن لا تبخلوا بتعليقاتكم وآرائكم ولكم جزيل الشكر
الفاتح
الفاتح الطيب- برونز
- عدد الرسائل : 150
العمر : 38
الموقع : toohatooh@yahoo.com
المزاج : عادى جداً
تاريخ التسجيل : 07/12/2008
رد: بير ود السوق (3)
ما شاء الله عليك يا الفاتح لديك سرد جميل اتوقع ان يكون لك شان فى الكتابة
قصتك دي ذكرتني رواية رواية عرس الذين فيها كثير من المواقف المشابهة
لكن الشيئ اللفت انتباهي ان عمرك صغير واكيد لم تعاصر هذه الاحداث وهذا يبرهن على انك مستمع جيد لمجالس كبار الحلة
واصل ابداعك فكل كاتب بدا بالذكريات وكتابة المذكرات ثم انطلقوا الى فضاء القصة والرواية
قصتك دي ذكرتني رواية رواية عرس الذين فيها كثير من المواقف المشابهة
لكن الشيئ اللفت انتباهي ان عمرك صغير واكيد لم تعاصر هذه الاحداث وهذا يبرهن على انك مستمع جيد لمجالس كبار الحلة
واصل ابداعك فكل كاتب بدا بالذكريات وكتابة المذكرات ثم انطلقوا الى فضاء القصة والرواية
التريتير- عدد الرسائل : 65
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 08/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أغسطس 16, 2015 2:23 am من طرف ود النيل
» المنتدى مهمل
الأحد أغسطس 16, 2015 1:44 am من طرف ود النيل
» صباحات ...... غادة فؤاد السمان
الإثنين أبريل 07, 2014 4:32 pm من طرف غادا فؤاد السمّان
» ليش بسكر الجوال تخاف من الهواء البارد حول الف ريال - قصيدة
الثلاثاء فبراير 26, 2013 12:46 am من طرف محمد احمد عويضة
» الصديق أبو إدريس الرجل الذي فقدناه
الجمعة نوفمبر 23, 2012 10:52 am من طرف ايهاب عبدالفتاح محمد
» من المحسى للاهل بالبشاقرة شرق
الجمعة نوفمبر 23, 2012 9:33 am من طرف ايهاب عبدالفتاح محمد
» بشائر الفضل الإلهى فى العقيدة
الأحد فبراير 12, 2012 10:02 am من طرف انورفؤاد
» فقيد البشاقرة
الخميس سبتمبر 29, 2011 3:25 am من طرف ود الفعج
» عــــــــــــــــــــــــــــدنا
السبت أغسطس 06, 2011 2:25 pm من طرف Admin