معجزة أن تولد كل يوم !

عندما سئل برنارد شو: كيف بلغت التسعين ؟ كان
جوابه الحاد: لاشيء .. لا آكل لحوم الحيوانات وأستطعم
لحوم البشر!
ويقول :إنه هكذا كان نباتيا!
ولما سئل الفيلسوف برتراند راسل : كيف بلغ التسعين؟
قال: لم أتوقف عن البحث عن السعاده العقلية .
أي أنه كان فيلسوفا كل الوقت .
ولما سألوا تشرشل : وكيف بلغت الثمانين؟ قال:
السيجارة في فمي والفرشاة في يدي والنوم ساعتين
بعد الغداء!
وسئل عشرات المعمرين فقالوا:النوم المبكر ..واللبن
الزبادي ..وعدم شرب الخمر.. وعدم التدخين..
ولم سألوا عازف التشيلو العالمي الذي بلغ الرابعة
والتسعين من عمرة : كيف وصلت إلى هذه السن وما تزال
بهذه الصحه ! بسرعه أمسك آلة التشيلو , وكأنه يريد أن
يمسك الخشب حتى لا تصيبه العين وقال : لا معجزة في
ذلك ..فأنا منذ ثمانين عاما أصنع نفس الشيء.. أعزف
ساعتين في اليوم . وأشعر أن كل يوم هو يوم جديد . وأن
الذي أراه أمامي قد ولد لأول مرة . وأجد لذة في الطعام
وفي الشراب . وأعيد النظر والسمع والشم واللمس لكل
ماحولي .. هذا المقعد تأملت ألوانه كل يوم .. ومررت
بأصابعي عليه كل يوم .. وكذلك كل ما في هذه الدنيا ..
أنني أولد كل يوم لأن كل شيء حولي يولد كل يوم ..
والإنسان يعيش أطول إذا كان حاضرآ دائما . إذا لم يغب
عن الحياة , وإذا جعل الحياة لاتغيب عنه .. فالموسيقى
ليست واحده والطبيعه ليست واحده وأنا لست نفس
الشخص الذي كان بالأمس والذي يكون غدآ, وإذا مت
فمعنى ذلك أنني توقفت عن التجدد وأن جسمي لم يعد
قادرآ على أن يلدني ! فقط هذا ما أعمله !
وكأنه قال شئيا سهلا يمكن لأي إنسان أن يفعله ..
إنها موهبه عظيمة أن يولد الإنسان مرة واحدة ولكن أن
يولد كل يوم هذه إحدى المعجزات !
وعندما سئل رجل من الدهقلية تجاوز المئة عام
أجاب : لا يهمك من الناس ومن مصائب الناس ومن
الحياة ومن مصائب الحياة التي هي الناس .. كلام
معقول ..
قليلون في هذه الدنيا الذين يستطيعون أن يفعلوا ذلك
فإذا فعلوا طالت حياتهم .. ولكن أي حياة هذه ؟!